مسرحية الريح
صفحة 1 من اصل 1
مسرحية الريح
لماذا هذه المسرحية : ؟
أولا لأنها مسرحية تناقش حق أساسي من حقوق الإنسان وهو حق اختيار مساراته الحياتية وفق ما تمليه عليه قناعاته الفكرية والنفسية، ولأنها ثانيا ، تعنينا جميعا لأننا بشكل أو بآخر نعيش أسرى صورة اجتماعية جاهزة ، تشكل بحكم البداهة ، قدرا ، وهي في العمق قيدا من القيود الأساسية ضد الانطلاق.، من هنا فإن النص يتحدث عن التحرر ، ويبين كيف أنه في الكثير من الأحيان ، وبحكم الضغط الاجتماعي والنفسي ، قد تقود الرغبة في التحرر إلى التدمير ... تدمير كل شي.
المسرحية عنيفة، ويتجلى عنفها الأساس في كون المراهقين الثلاثة يلجؤون ( في الحلم كبروفة ) لقتل الأب والأم ، ولعل برومه النص لمساءلة الطريقة ومحاكمتها ، ونقد الحد الذي يمكن اعتبارها اختيار شخوص المسرحية وسيلة شرعية لذلك.
حقيقة أنها صرخة ظلت حبيسة لزمن طويل أطلقت من طرف شخصيات النص ( شباب بالغين) سيئي التكوين. وإنها تضع اليد على انعدام علامات والقيم الأساسية الملاحظة في الأسرة راهنا. ولكنها أيضا محاكمة لها كخيارات ...
____________________
أعدها عن ليلة القتلة لخوسي تريانا
الزيتوني بوسرحان
الجزء الأول : بدء الريح
-------------------------
الأول : ما أريد وما لا أريد
بيت أرضي... قد يكون قبوا... يؤدي إليه سلم خشبي... في العمق جدار..
طاولتان .. خمس كراسي... مصباحان متدليان من الأعلى يمينا ويسارا... ملابس مبعثرة هنا وهناك ... أدوات مختلفة قديمة وغير صالحة.. لعب ... بينها دمى... مسدسات... قبعات... أقنعة... آلة كاتبة قديمة.. راديو قديم...
يجلس الابن الأكبر والأصغر كل إلى طاولة... الابن الأوسط يقف فوق الدرج... صمت .. ولا حركة... لحظات.. يأخذ الأكبر في النقر على الطاولة.. يبدأ الأصغر في مجاراته... لحظة يلتحق بهما الأوسط... يبدأ الإيقاع متنافرا... ثم ينتظم شيئا فشيئا إيقاعا عنيفا...
وقع أقدام ثقيلة ... يجمد الجميع .. صوت مفتاح .. صرير باب يفتح أو يغلق... لحظة..
الجميع : خرجو؟
لحظة .. يعودون شيئا فشيئا لايقاعهم السابق...
الأوسط : ومن بعد؟
الأصغر: ومن قبل ؟
الأوسط : كاندوي بالصح؟
ألأصغر: لعجب ..( إلى الأكبر) ...كايدوي بالصح ؟
الأوسط : إلى الأكبر ... بالصح... واش بالصح تانتا
الأكبر : عمرني مزحت؟
الأصغر : ما عمرك .. وما عمرك لا تبزرت ولا دلعت( يضحك بطفولية)
الأوسط : آداك البرهوش
الأصغر : ما تقولش علي برهو..
الأوسط : (مقاطعا) ... هوش...مالك .. تفو
الأصغر : تفو
الأكبر : تفو عليكم بزوج.. ديما ديما.. كبف ديما .. عمر هاد البدية ما بغات تبدا..
صمت
الأوسط : ياك خرجو
الأصغر : أو دخلو ... شكون عرف ..الباب هوهو ووقع لقدام هو هو ..خرجو داخلين أو دخلو خارجين ... اشكون عرف.. إيوا بقى مخرج في عينيك تانثقبهم ليك...
الأكبر : ما يمكنش .. ما يمكنش ( ينظرإلى يديه) ما يمكنش ( يبحث وسط الملابس المبعثرة .. يعتر على سكين قديمة يعلوها الصدأ) ريحة الدم ونعيق البوم وفقها وصوت قرآن وبخور ونواح ونديب... ما شميتوش ريحة الجاوي
(الأصغر يضحك)
الأكبر : اعلاش كاتضحك
الأصغر : والوا غير مروح
الأكبر : زعما ؟
الأصغر : زعما .. اللي مروح ما كا يشمش
الأكبر : ديما انت هو انت.. شاد فالراشي... ( إلى الأوسط) وحتى انت.. ما زال قدامكم اسنين طويلة باش تعرفو تعيشو.. اسمعو .. الحلم أول خطوة للفعل ... وانا اللي علي درتو..
الأصغر :وانا حبي لا فلتو...
الأكبر : ما خليت من جهدي والو.. درت ما خصو يدار ... غسلتهم .. كفتنهم .. كانو ابحال الخشبة مخشبين.. مديت يدي للأرض وحفرت حفرة... وزرعتهم... قريت اعليهم سور من القرآن وطلبت ليهم الرحمة والمغفرة والرضوان.. وبكيت ...
الأصغر يتجه مبتعدا.. الأوسط يعترض طريقه
الأوسط : فين غادي
الأصغر : لبيت الما
الأوسط : واش ما كتسمعش آش كا يقول ؟
الأصغر : هو ديما كا يقول .. نفس الهدرة نفس لوهام
الأوسط : ولا كان دارها بالصح ؟
الأصغر : ثيق بي .. ياك أنا هو الصغير فيكم .. عمرو ما يعرف الصح
الأوسط : ويلا كان دارها
الأصغر : فاخيالو يمكن .. فالحقيقة محال ؟
يصعد ..
الأكبر يضحك) .. يقترب من الأوسط
الأوسط يبتعد
الأكبر : مالك .. (يضحك...)
الأوسط يبتعد
الأكبر : مالك .. شقتك خايف.. ما زال خايف..
الأوسط : ما عرفت.. (يصرخ) .. ما عرفت.. هاد اللعبة قربات تسطيني...كا يجيب لي الله غير غاد ندخل عليهم نلقاهم غارقين فدمهم.. يعيد الجملة في نفس شبه هستيري
الأكبر : اللعب امعاك خسارة... ( وإلى الأصغر) وانت سكت
الأصغر يستمر في الغناء
الأكبر : قلت ليك زم ( يجري وراءه .. يهرب منه) زم .. زم( يقف عند الأوسط) مال اللعب مالو .. دوي آلمكمد عالخوا... الواقف كيف لهوا
الأصغر يغني الجملة الأخير
الأكبر : اعلاش ما تنوض تعاوني نبنيوا الشاهد ونقشوه
الأصغر : بالحنة
الأكبر : باش ما كان... المهم نسدوا فم الجيران ... فم الجيران فران لاهب .. عوافيه حر من نار جهنامة
الأوسط : اعجب
الأكبر : اللي هو
الأوسط : لعجب
الأكبر : اللي هو هو ؟
الأوسط : هاد اللعب ... لعب دراري
الأكبر : لعب دراري؟
الأوسط : لحماق اللي دخلتينا فيه
الأكبر : واش كا تسمي الجريمة لعب ولعب دراري؟ اشحال انت اخواف
الأوسط : اعلاش ما تنوض تعاوني .. شوف الدار كيف ولات ...شوف اعلا حالة.. زريبة .. غبرة مغشية غبرة ... دود وبق وارتيلة وفيران... ( يحاول أثناء ذلك تنظيم المكان)
الأكبر : وكاتظن البيت يتجدد إلى غرقت فهز من اهنا حط لهيه...
الأوسط : اللهم لعمش ولا لعمى ...( يرفع الطفاية ويضعها فوق الطابلة)
الأكبر : حط الطفاية فبلاصتها
الأوسط : الطفاية خاصها تكون فوق الطابلة ما شي فوق
الأكبر : دير ما قلت ليك .. فهاد الدار خاص تكون كل حاجة فين بغيت تكون .. الطفاية فوق الكرسي
الأصغر : والكرسي
الأوسط : فوق الطابلة
الأصغر : والطابلة
الأوسط : فالسقف
الأصغر : والسقف
الأوسط : فالأرض
الأصغر : والأرض
الأوسط : فالسما
الأصغر : والسما
الأوسط : فوق الما
يضحكان ...
الأكبر : اعلاش اللا ... تصورو ... تفيق تلقى الدنيا بلذة اخرى ... جديدة ... كلشي اجديد ... كلشي خاصك توالفو من جديد ...
الأوسط : ونعيشو ففوضى
الأكبر : ما شي احسن
الأوسط : اسمع آلخاوة ... النظام هو النظام ... كل حاجة خاصها تكون فين لازم تكون
الأكبر : راك غير كتخايل .. كون كان كل واحد فبلاصتو كون اشحال من واحد بات بلا بلاصة.
الأوسط : ما بقيت كاد نفهم والو ... ما بقيت كاد نعرف راسي من رجلي
الأصغر : دخلنا اعليك بالله
الأوسط : ياك ما يسحاب ليك كنتفلى؟
الأصغر : ألا ... كا تدوي بالصح .... صح فصح ... اسمع .. ها ارجليك ... ها تخمامك .. ها باش ياتيك الله ( يضحك)
الأوسط : ديها فسوق .. راسك..( الأكبر يضحك) عجبك ؟ اضحك .. انا خايف
الأكبر : إلى بغيت تعيش فهاد الدنيا .. خاصك تلوح راسك بين امواج البحر وتعرك نفسك جهد إلى نفخت فالبحر ينشف...
الأوسط : عييت من اكلامك .. شوف الدار لا زين بقى لا حروفو .. شوف الحيوط شوف لركان ... زبالة ونعسو فيها ابحال الحلوف.. آتفو..
الأكبر : اتفو
الأصغر : اتفو
الأكبر : كل يوم كا نقول لا بد نعطيو للدار وجه اجديد...
الأصغر : وفكل يوم كا تدير ما درتيه البارح ( وهو يصعد فوق الدرج(
الأوسط : وكا تبقى الدارغارقة فالزبل ولكلام..
تخفت الإضاءة... تضيق على الأصغر .. يغني :
ما كاين ما يندار
إيلى اهل الدار كانو
مثل الدار المهجورة.
تبقى عمدان الدار واقفة
من الخارج واقفة
ومن الداخل منخورة
امتى تعانق الشمس لقمار
ويرجع بلعمان لاوطانو
وتصير الناس مبشورة..
ما كاين ما يندار...
الثاني : ما قيمة الانسان...
الأوسط : باركة ... احسن نطويو اهبالنا... نعيشو دراري كيف الدراري... الحياة ما شي حلمة بجنة أو تغراد طير .. تصور كون تسيق أمي لخبار...
الأكبر : آش كا تسنى تخبرها.
الأوسط : ما قلتش غاد نـ ...
الأكبر : ألا خبرها نيت
الأوسط : ما تعرفش تدوي بشوية.
الأكبر : تا لين ... تا لين ندويو فاكمايمنا...
الأوسط : آش باغي ؟
الأكبر : ما باغيه أنا ما يمكنش لواحد بحالك يعرفو
الأوسط : لفريخ را غير على سبة
الأكبر : زعما؟
الأصغر : بغى يقول..
الأكبر : انت غير اسكت
الأصغر : سوقكم هاذاك
الأكبر : صافي..
الأصغر : هو كون غير ...
الأكبر : واصافي...
الأصغر : كون غير صبات الشتا البارح
الأكبر : واناري صافي .. صافي آهاذ الكنس ... صافي..
الأوسط : (للأصغر) : كون تسيق امي لخبار ...
الأكبر : آش كا تسنى .. نوض .. سير .. اخبرها ... خليها تخبر ابا...خليهم يركبو اعصاتهم ويجيوا ... يوقف فوسط البيت .. يرسم فالهوا عالخوا طريقك وطريقي.. طريقك للجنة وطريقي للنار... امش... سير .. كوليرا.. ما عمرك توصل لشي قرار.. باغي وما باغي.. تكون ولا ما تكونش... وكا تظن بلي هاذا هو المكتاب اعليك ... ما كتلقى قدامك غير الحل الساهل. .. وهاكذا كتضيع ... بلا ما تعرف ... بلا ما تعرف اشكون انت ولا آش باغي ولا آش غاد تدير .... ولا .. ( يسكت فجأة ... صمت(
الأصغر : للأوسط ... إيوا دوي .. تكلم ...
الأوسط : عياني بهريد الناب ... هو غير حبة وداير من راسو قبة ... كل الدنيا ما فاهمة والو غير هو بوحدو اللي كا يعرف ....
الأكبر : يضحك ... اشحال قدك ما تستغفر آالبايت بلا اعشا ... شوف أولد باباي وماماي.. خودها مني نصيحة ديرها اعتاد وعدة... ما عمر لرض تورد بلا ما تفلح
الأصغر : آح...
الأوسط : وانت إلى بقيتي على هاذ الحال ما عمرك تفلح باش تفلح..
الأصغر : أح ...
الأكبر : انا طريقي واضحة ..
الأوسط : انت ( يضحك) هو ... ( يقهقه) انت هو انت
الأوسط و الأصغر :
كيف البارح كيف اليوم
ويوم ورا يوم
تهرم
وما تتعلم
تخرف وتبقى كيف مسمار فالحيط
كيف لقامة فالبراد
ما تبني امجاد
ماتنجب اولاد
مسجون مع الرتيلة
ويمكن غدا عاد
وغدا يلبسوه الكذابة
وتبقى انت مع غاد وحكا ودابا ...
الأوسط : ودابا ودابا ودابا
الأصغر : دابا تجي آلحبيبة .. عيتيني باكذوبك ... ( يستمر في غناء العيطة(
الأوسط : عرفت اشكون انت واشكون... أنا
الأكبر : انت ... موسد ركبة اميمتو .. تفلي ليك وتراري .. وتجيب ليك امرا قديمة ... يطيح الريال ويشتفو اعليك ... تخلف ليك دراري مهما كبرو يبقاو دراري... يعيشو فنعيم الصمت ابحالك .. اشكون يغير البيت اشكون؟
الأوسط : ما كذبوش ملي قالو اعليك باللي انت لا دين لا ملة..
الأكبر : غير كا يجيب ليك الله..
الأوسط : فرقنا اعليك ... احلم كيما تبغي والغي بما فصدرك كيف ما كان لغاك ...بعيد علي واعليه..
الأكبر : خليه اعليك فالتيقار... ( يجره إليه(
الأوسط : خليه اهنا ( يجره إليه(
يستمران للحظة في جره.... الأصغر ينتفض ويصرخ
الأصغر : خليوني فين بغيت ... كونو بجوج ما بغيتو وخليوني اعليكم انا نقطة فالوسط .. فالوسط إلى كنتو ما زال كا تلعبوا واخا ما بقى باين لي لعب معاكم.. الدار غادية وتضياق .. والوقت غادي ويضياق وطاق طاق طاق .. يصير القلب ثلث خالي .. جزيرة سيدها بوم يبكي على ما بقى من انسان .. ما طاق حيط .. ما لقى موج لبحر يغشاه .. ما لقى خيط يمسك بيه روح الحياة الهاربة ( يجلس) فالأول آجي آكريت نلعبو ... واللعب موس ودم .. قلت ما كاين باس .. ياك عاللعب نلعبو .. وبدينا .. يوم يدينا ويوم يجيب الله .. واحنا .. احنا فين احنا قبل ما نبداو وما زال احنا .. ما زال فين احنا واخا بدينا ...
الأكبر : (يصفق) .. آش بغيت تقول..
الأصغر : والو ...
الأوسط : اطلق منو ...
الأكبر : (غير آبه)... را ما يمكنش ... أنتوما أنا ... ما يجري علي يجري اعليكم.. هاذي فرصتنا اعلاش ما بغيتش تفهم ... هاذ الكرسي بغيتو اهنا ما شي لهيه حيث اهنا أحسن لي وليك ولهيه... لينا كاملين.. بغيت نكونو فالدار روح طليقة ترفرف وتدور ما شي غير ديكور... حيث احنا بشر ... هما ما قابلينش انكونو احرار ... باغين كلشي ثابث .. واحلامي ... احلامي عندهم غير اوهام ولعب ... مستحيييل ... انا وانت وانت بشر من لحم ودم ... ما يمكنش نكونو اموات تحت الردم... الزمن كيدور .. الشمس القمر ولرض كتدور
الأصغر : فدار باها كا تدور .. كا دور كا دور ... اللواه سي لواه ... اسي
الأوسط – آش دار ليك متاع الدار..
الأكبر : المسألة ما شي مسألة امتاع وفراش ... كل هذا ما عندو معنى ... الأثاث النظام ما عندو معنى إلى كنت أنا وانت بلا معنى .. ندورو في البيت بلا هدف ، بين الأثات ابحال الأثاث بحال الكرسي والفاز والسكين والدمية... تخيل معايا.. تفيق فالصباح تلقى راسك ميدة جامدة.. وانا سكين وحافي ...
الأصغر : وانا تقشيرة وصافي..
الأكبر : تصور صوت من فوقك وصوت من تحتك يجلجل ويصيح...
إضاءة فوقية عازلة لكل واحد من الثلاثة ... الأوسط والأصغر يضعان معا طاقية
الأوسط : اقعد اهنا
الأصغر : اقعد لهيه
الأوسط : ما تاكلش قبل ما تغسل يديك
الأصغر : بوس يد عمك واخا عمك كاع ما غاسل يديه..
الأوسط : ما تهزش عينيك فاللي اكبر منك
الأصغر : ما تغمزش لبنت الجيران
الأوسط : ما تخنزرش فالمقدم إلى شد الرشوة
الأصغر : ولا القاضي إلى كال الحلوة
الأوسط : ما شي سوقك إلى غرقنا فالقهوة..
الأصغر : وما ...
الأوسط : وماع...
يكرران الكلمة الأخير ويكررها معهم الأكبر.. تعود الإضاءة لما كانت عليه...
الأكبر : ما .. ما ..
الأوسط : آش باغي..؟
الأكبر : انا باغي نكون ابحال النسمة.. اغنية رقيقة .. تبسيمة وخديمة ونغيمة.. باغي نحلق ونطير... لكن .. لكبل فيدي وعلى عيني اعصابة .. هاد البيت هو كل عال[/size]مي .. وكل يوم كا يتزاد يتوسخ ويقدام .. يمتى يسمحو نجددو اركانو ... اعلاش نساو بلي كلشي كا يتغير...
الأوسط والأصغر بسخرية
الأصغر : معاه الحق...
الأوسط : والله تا امعاه الحق ...
الأصغر : كلشي كا يتغير ... حتى اللي تغير كا يتغير ...
الأوسط : معاه الحق
الأصغر : وحق الله تا امعاه الحق... شفتي اشحال م حاجة تغيرات...
وقع إقدام فوق.. صرير باب .. اغلاق... الحركة تجمد... بموازاة مع ذلك تضيق الإضاءة شيئا فشيئا.. حتى تعزل الأكبر... يدخل الأصغر دائرة الضوء حيث الأكبر الذي أخذ في الارتفاع .
الأصغر – اهدا .. اهدا...
الأكبر : الباب .. الباب
الأصغر – مالو .. الباب مسدود..
الأكبر : متاكد...
الأصغر : متأكد ...
الأكبر : سير تأكد... (الأصغر ينسحب(
تسلط إضاءة على المرآة ...وقع الأقدام لا زال يهيمن على المكان...يزداد المكان وحشة .. أعلى السلم يظهر شبح الأب.
الأب ( يؤديه الأوسط) : فين داز هاذ الزفت ثاني ... أفينك أهاد الزفت ؟ ما يفكني معاه غير نربط بوه مرة وحدة ...( ينزل) ... ما سمعتينيش أولد الكلب... (ينزل).. را والله ما نتعاتق معاك ... عا بي ولا بيك تا نشوف شكون يغلب ... آنا ولا انت ... (ينزل) .. ...بغيت تخرج لي عسري ... تدورني على اهواك ... دابا نشوفو اشكون كيحكم فهاد الدار .. انا ولا انت ... (ينزل تماما. يبحث عنه .. يلمحه خلف واحد من الكراسي .. يتجاهله..(
ياك تقادو لكتاف بعدا ؟... وجهك تخبي ورا لحية ... ؟ .. اهنا تبقى ... ما كاين من يجيب ليك اخبار ... حتى تنشف ...
ما بغيت تبان ؟ خرج من ورا ذاك الكرسي ...راني شفتك أذاك لحرامي... (يخرج شيئا فشيئا... يتقدم حاني الراس) ... ما سمعتينش .. اسكت ما تجاوب... نبغيك غدا قبل ما يهلل لهلال ... تكون واقف وعلى رجل وحدة ... تعيا ما تبربص .. تعيا ما تحل فمك ... ما تخرج لسانك .. تعيا ما تمضي فلمواس .. الباين منها والمخبي ... ما تمشي غير فين غاد نديك ...
غاد تاكل فالركنة كي الكلب ( يتجه نحو لسلم ثم يلتفت).. آش كا تبركم ...( يأخذ في الصعود) را واخا تموت .. واخا تطير ( يكون قد وصل إلى أعلى السلم) ما تصور غير الريح ... الريح ..( تتردد الجملة الأخيرة بصدى .... يختفي في الظلام .. تضيق الإضاءة حول الأكبر الذي يرتعد .. تتسع الدائرة لتشمل الأصغر)
الأصغر : فين ... مالك ... وقف أو جلس .. دوختيني... اهدا...
الأكبر : ما سمعتيش؟
الأصغر : آش سمعت؟
الأكبر : ما سمعت والو ؟
الأصغر :الله يهديك.. اهدا
الأكبر : اشحال من مرة اهديت حتى تهديت والزمان راكب احصانو وانا لعظم برد فالظل.. مسجون.. لا شمس شربت .. لا هواء غسلني .. ما يمكنش .. ما يمكنش نبقى ميت ابحال القبر..
يظهر الأوسط ...
الأوسط : اعلاش ما تهربش؟
يختفي الأصغر
الأكبر : حاولت كانت الطريق ديما اضيق من اقدامي.. ها هو اهنا.. ها هو لهيه.. وتعبت .. ورجعت .. رجعت .. ديما حاني الراس.
الأوسط : حاول مرة اخرى...
الأكبر : كا نقدرش .. واش ما كاتفهمش.. الدنيا اللي عرفت اهنا.. وخاصها تبقى اهنا.
الثالث - أحلام الرجل الصغير
الأوسط : جا وقت الفلسفة .. هاد لكلام عندو معنى واحد . ما دمت ما قدرتيش تخوي الدار الحل . الحل هو تفتلهم باش تعاود ترتب البيت كيف ما احلى ليك.
الأكبر : العالم اللي كا نعرف موجود اهنا
الأوسط : ومتأكد باللي تقدر تصمد حتى للنهاية
الأكبر : ما قداميش حل خر
الأوسط : وما خايفش من البوليس ..
الأكبر : ما عرفت
الأوسط : والحبس
الأكبر : ما عرفتش .. ما عرفتش... كا نظن باللي ما كاين فرق بين البيت .. هاد البيت والحبس
الأوسط : وكاتظن قاد عليهم وحدك ؟
الأكبر : أنا محتاجكم معايا.
الأوسط : إذن .. اسمع آمولاي ... ما تعولش علي .. أنا مستعد ندافع اعليهم باظفاري.. وحكايتك ما كا تهمنيش من لا اقريب ولا من ابعيد.. أنا موافق على كل ما يقرروه .. داو فالدنيا وجابو .. بناو البيت طوبا طوبة ... من تمارة وفقسة ... واهريد واسكات وزعيق .. وجري ... أنت ابحال المش كا تغمض عينيك إلى تقدم ليك الطعام ... ما تعولش اعلي .. إلى كانت الأمور غادية وتخياب والوقت غادي وتزير .. حيت ... الامور صارت اقوى والوقت اقصاحت..
الأكبر : مصفقا .. برافو .. برافو
الأوسط : انا عارف آش واقع وغاد يوقع ..
الأكبر : لا .. برافو .. بالصح .. برافو .. عارف ... عارف ... حتى ما ... غاد ..
الأوسط : ما كا نسمحش ليك ..
الأكبر : باش ؟
الأوسط : را يمكن ندير ما تندم اعليه. را عند ي كثير ما ندير ...
الأكبر : عندك ..( يضحك ) تقدر( يزداد ضحكه) بحال تغوت على امك إلى كشر اباك فيك بانيابو .. ولا وا مي إلى حرك اعصاتو ولا تغوت عليهم بزوج يلا بغيت تلبس حوايجك تحتانية... ( ياخد السكين)
الأوسط : ما كذبوش ... انت نبتة شيطان .. وانا غاد نفرقع هاد الرمانة
الأكبر : ما تنساش تزير راسك لا تفزك سروالك
الأوسط : تبارك الله اعلى عنيترة .. اعلامن كتكذب .. كا تذكر انهار ففيلم شتي واحد غير كا يشبه لباك ..
وقع الأقدام ...
الأكبر : ما كا ننكرش.. وعمرني ما انسا .. كانو ورايا ديما بالزعيق وبالهراوة .. وباحضي راسك وعنداك .. كانو واقفين بحال شاهد لقبر ...
الرابع – أشك في نفسي
وقع الأقدام يتضاعف ... أصوات غريبة ... همهمات ... تهاليل ... بكاء طفل صغير .. خلال ذلك تتغير الإضاءة ... يكون الأوسط قد اختفى .. الأكبر يحاول أن يختفي تحت الطاولة ثم يختار في النهاية الحلوس فوقها... عندما يظهر شبح الأب أعلى الدرج. ثم ينزل ... ( ملحوظة : يؤدي الأصغر دور الأب)
الأب : مالك جالس ... آش بيك .. آش فيديك ... موس ... آش كا دير بذاك الموس .. كا تفكر تقتل شي حد ... ( ينزل الأكبر من فوق الطاولة.. يأخذ الأب منه السكين) جاوب ما تبقاش ابحال لبهل... واش احشمت ولا ما حشمتيش ... واش عندك شي وجه ... فين خرجت يامس .. البارح ... وول البارح ... وديك السيمانة ... والعام اللي داز .. امتى تسمع لكلام وتعود للطريق ..( تظهر الأم أعلى الدرج نازلة .. تبدو حبلى تئن ( ربي .. ربي )) واش ما كا تشوفش امك ميتة فالمرض ولعيا.
الأم : ( الأوسط يؤدي دور الأم) ما عرفت كيف ولدت هاد الشيطان.
الأب : باركة ما تحرك فذاك الراس ...
الأم : حشمت بي وبهدلتيني الله ياخذ فيك الحق
الأب : مسخوط .. وانا اللي كا نضحي ديما .. ضيعت اشبابي من أجلك ومن أجل خوك ... بيكم.. ثلاثين عام قدام مكتب اللي داز يدوس واللي مد يدو نبوس .. ثلاثين عام من حنيان الظهر.. صبرت حتى تدبرت .. وما ربحت غير لفتات.. ومن قدامي يمرو ناس ويطلعو وانا فوق كرسي اللي داز يدوس واللي مد يدو نبوس.. وف الأخير هذا هو الجزا ؟ لا قراية اقريت .. لا فهدمة رسيت ما هنيت ولا تهنيتي .. تبعت ولاد لحرام بالعرام .. سكرت وكميت .. شتت لحيا ما جمعت سر اباك ولا سر امك .. فضحتينا وهريت... تكلم .. علاش ساكت ...قول فين خرجت البارح
الأكبر : م .. م.. ما ..
الأم : يا لعا الما بغيتك تغرق فيك إن شاء الله
الأكبر: خ .. خر . خرجت نشم لهوا
الأب : لهوا .. لهوا فانصاصات الليل ؟
الأكبر : كنت حاس بالضيق
الأب : سبحان الله ... هاذ الدار بطولها وبعرضها .. بدروجها .. بفوقها وتحتها .. وحاس فيها بالضيق ؟
الأم : يا ربي .. يا رحمان .. كيف جبتيه ديه نرتاح ويرتاح بوه ... اديه إلى يرقد لهاذ الجاي فالترعة .. يفسدو .. لا قراية لا صنعة .. عييت آربي ما نوريه .. وهو اللي فيه فيه عامي عينيه ما يحتارم حد ما يخلي حاجة فبلاصتها ... ديما يحلم يقلب ويشقلب ويلعب ...
الأب : اعلاه أنا غاد نسمح ليه ؟... اسمع أذاك الشيطان ... انهارتفتح شي باب ولا شق .. أو نهار نلقى بوك تلعب مع خوك أو تشوف فيه غا شوفة يكون هو انهار جهنامة .. وراك عارفني... عارف ولا ما عارفش ؟.. جاوب
الأكبر : عا..
الأب : عارف .. مزيان ...( يرمي بالسكين على الأرض ... ) اطلعي انت ... شوف انت .. ما تخويش علي الدار وتهاجر ... جاوب
الأكبر: وا...
الأب : وا وواش ؟
الأكبر : اللي بغيت آلوا...( تكون الأم قد اختفت)
الأب : ما تخرجهاش مع فمك ... ما تخرجهاش ... حيث ما عندها معنى ... أنا شاك فنفسي .... ما يمكنش تكون من صلبي ... ما يمكنش يكون دمك من دمي ... واخا كا تشبهني .. واخا عينيك من عيني ... ويديك من يد امك .. ( يصعد أعلى الدرج ) كان نشك فنفسي ... اشحال من مرة قلت الله يدير شي تاويل ويرد اعلينا دنيا كابة بالويل ... إلى بغيت تهاجر .. هاجر .. .( يختفي)
الأكبر : (باتجاه أعلى السلم ) .. نهاجر .. افتحو الباب ... ( يصرخ) افتحو لبواب تشوفو ... ما يبقى فالملقى حد ... هاجر .. (يظهر الأوسط تم بعد حين الأصغر ) هاجر ( للأوسط ) قالو هاجر
الأوسط : قالو هاجر
الأصغر : قالو هاجر
معا : يغنون :
هاجر هاجر
قالوا هاجر
وفتحو باب الريح
وكيف الخيل النافر
هاجر
قالوا هاجر
تجري وتطيح
تجري تجري وتعافر
هاجر
تبكي وتصيح
هاجر
هاجر.
أولا لأنها مسرحية تناقش حق أساسي من حقوق الإنسان وهو حق اختيار مساراته الحياتية وفق ما تمليه عليه قناعاته الفكرية والنفسية، ولأنها ثانيا ، تعنينا جميعا لأننا بشكل أو بآخر نعيش أسرى صورة اجتماعية جاهزة ، تشكل بحكم البداهة ، قدرا ، وهي في العمق قيدا من القيود الأساسية ضد الانطلاق.، من هنا فإن النص يتحدث عن التحرر ، ويبين كيف أنه في الكثير من الأحيان ، وبحكم الضغط الاجتماعي والنفسي ، قد تقود الرغبة في التحرر إلى التدمير ... تدمير كل شي.
المسرحية عنيفة، ويتجلى عنفها الأساس في كون المراهقين الثلاثة يلجؤون ( في الحلم كبروفة ) لقتل الأب والأم ، ولعل برومه النص لمساءلة الطريقة ومحاكمتها ، ونقد الحد الذي يمكن اعتبارها اختيار شخوص المسرحية وسيلة شرعية لذلك.
حقيقة أنها صرخة ظلت حبيسة لزمن طويل أطلقت من طرف شخصيات النص ( شباب بالغين) سيئي التكوين. وإنها تضع اليد على انعدام علامات والقيم الأساسية الملاحظة في الأسرة راهنا. ولكنها أيضا محاكمة لها كخيارات ...
____________________
أعدها عن ليلة القتلة لخوسي تريانا
الزيتوني بوسرحان
الجزء الأول : بدء الريح
-------------------------
الأول : ما أريد وما لا أريد
بيت أرضي... قد يكون قبوا... يؤدي إليه سلم خشبي... في العمق جدار..
طاولتان .. خمس كراسي... مصباحان متدليان من الأعلى يمينا ويسارا... ملابس مبعثرة هنا وهناك ... أدوات مختلفة قديمة وغير صالحة.. لعب ... بينها دمى... مسدسات... قبعات... أقنعة... آلة كاتبة قديمة.. راديو قديم...
يجلس الابن الأكبر والأصغر كل إلى طاولة... الابن الأوسط يقف فوق الدرج... صمت .. ولا حركة... لحظات.. يأخذ الأكبر في النقر على الطاولة.. يبدأ الأصغر في مجاراته... لحظة يلتحق بهما الأوسط... يبدأ الإيقاع متنافرا... ثم ينتظم شيئا فشيئا إيقاعا عنيفا...
وقع أقدام ثقيلة ... يجمد الجميع .. صوت مفتاح .. صرير باب يفتح أو يغلق... لحظة..
الجميع : خرجو؟
لحظة .. يعودون شيئا فشيئا لايقاعهم السابق...
الأوسط : ومن بعد؟
الأصغر: ومن قبل ؟
الأوسط : كاندوي بالصح؟
ألأصغر: لعجب ..( إلى الأكبر) ...كايدوي بالصح ؟
الأوسط : إلى الأكبر ... بالصح... واش بالصح تانتا
الأكبر : عمرني مزحت؟
الأصغر : ما عمرك .. وما عمرك لا تبزرت ولا دلعت( يضحك بطفولية)
الأوسط : آداك البرهوش
الأصغر : ما تقولش علي برهو..
الأوسط : (مقاطعا) ... هوش...مالك .. تفو
الأصغر : تفو
الأكبر : تفو عليكم بزوج.. ديما ديما.. كبف ديما .. عمر هاد البدية ما بغات تبدا..
صمت
الأوسط : ياك خرجو
الأصغر : أو دخلو ... شكون عرف ..الباب هوهو ووقع لقدام هو هو ..خرجو داخلين أو دخلو خارجين ... اشكون عرف.. إيوا بقى مخرج في عينيك تانثقبهم ليك...
الأكبر : ما يمكنش .. ما يمكنش ( ينظرإلى يديه) ما يمكنش ( يبحث وسط الملابس المبعثرة .. يعتر على سكين قديمة يعلوها الصدأ) ريحة الدم ونعيق البوم وفقها وصوت قرآن وبخور ونواح ونديب... ما شميتوش ريحة الجاوي
(الأصغر يضحك)
الأكبر : اعلاش كاتضحك
الأصغر : والوا غير مروح
الأكبر : زعما ؟
الأصغر : زعما .. اللي مروح ما كا يشمش
الأكبر : ديما انت هو انت.. شاد فالراشي... ( إلى الأوسط) وحتى انت.. ما زال قدامكم اسنين طويلة باش تعرفو تعيشو.. اسمعو .. الحلم أول خطوة للفعل ... وانا اللي علي درتو..
الأصغر :وانا حبي لا فلتو...
الأكبر : ما خليت من جهدي والو.. درت ما خصو يدار ... غسلتهم .. كفتنهم .. كانو ابحال الخشبة مخشبين.. مديت يدي للأرض وحفرت حفرة... وزرعتهم... قريت اعليهم سور من القرآن وطلبت ليهم الرحمة والمغفرة والرضوان.. وبكيت ...
الأصغر يتجه مبتعدا.. الأوسط يعترض طريقه
الأوسط : فين غادي
الأصغر : لبيت الما
الأوسط : واش ما كتسمعش آش كا يقول ؟
الأصغر : هو ديما كا يقول .. نفس الهدرة نفس لوهام
الأوسط : ولا كان دارها بالصح ؟
الأصغر : ثيق بي .. ياك أنا هو الصغير فيكم .. عمرو ما يعرف الصح
الأوسط : ويلا كان دارها
الأصغر : فاخيالو يمكن .. فالحقيقة محال ؟
يصعد ..
الأكبر يضحك) .. يقترب من الأوسط
الأوسط يبتعد
الأكبر : مالك .. (يضحك...)
الأوسط يبتعد
الأكبر : مالك .. شقتك خايف.. ما زال خايف..
الأوسط : ما عرفت.. (يصرخ) .. ما عرفت.. هاد اللعبة قربات تسطيني...كا يجيب لي الله غير غاد ندخل عليهم نلقاهم غارقين فدمهم.. يعيد الجملة في نفس شبه هستيري
الأكبر : اللعب امعاك خسارة... ( وإلى الأصغر) وانت سكت
الأصغر يستمر في الغناء
الأكبر : قلت ليك زم ( يجري وراءه .. يهرب منه) زم .. زم( يقف عند الأوسط) مال اللعب مالو .. دوي آلمكمد عالخوا... الواقف كيف لهوا
الأصغر يغني الجملة الأخير
الأكبر : اعلاش ما تنوض تعاوني نبنيوا الشاهد ونقشوه
الأصغر : بالحنة
الأكبر : باش ما كان... المهم نسدوا فم الجيران ... فم الجيران فران لاهب .. عوافيه حر من نار جهنامة
الأوسط : اعجب
الأكبر : اللي هو
الأوسط : لعجب
الأكبر : اللي هو هو ؟
الأوسط : هاد اللعب ... لعب دراري
الأكبر : لعب دراري؟
الأوسط : لحماق اللي دخلتينا فيه
الأكبر : واش كا تسمي الجريمة لعب ولعب دراري؟ اشحال انت اخواف
الأوسط : اعلاش ما تنوض تعاوني .. شوف الدار كيف ولات ...شوف اعلا حالة.. زريبة .. غبرة مغشية غبرة ... دود وبق وارتيلة وفيران... ( يحاول أثناء ذلك تنظيم المكان)
الأكبر : وكاتظن البيت يتجدد إلى غرقت فهز من اهنا حط لهيه...
الأوسط : اللهم لعمش ولا لعمى ...( يرفع الطفاية ويضعها فوق الطابلة)
الأكبر : حط الطفاية فبلاصتها
الأوسط : الطفاية خاصها تكون فوق الطابلة ما شي فوق
الأكبر : دير ما قلت ليك .. فهاد الدار خاص تكون كل حاجة فين بغيت تكون .. الطفاية فوق الكرسي
الأصغر : والكرسي
الأوسط : فوق الطابلة
الأصغر : والطابلة
الأوسط : فالسقف
الأصغر : والسقف
الأوسط : فالأرض
الأصغر : والأرض
الأوسط : فالسما
الأصغر : والسما
الأوسط : فوق الما
يضحكان ...
الأكبر : اعلاش اللا ... تصورو ... تفيق تلقى الدنيا بلذة اخرى ... جديدة ... كلشي اجديد ... كلشي خاصك توالفو من جديد ...
الأوسط : ونعيشو ففوضى
الأكبر : ما شي احسن
الأوسط : اسمع آلخاوة ... النظام هو النظام ... كل حاجة خاصها تكون فين لازم تكون
الأكبر : راك غير كتخايل .. كون كان كل واحد فبلاصتو كون اشحال من واحد بات بلا بلاصة.
الأوسط : ما بقيت كاد نفهم والو ... ما بقيت كاد نعرف راسي من رجلي
الأصغر : دخلنا اعليك بالله
الأوسط : ياك ما يسحاب ليك كنتفلى؟
الأصغر : ألا ... كا تدوي بالصح .... صح فصح ... اسمع .. ها ارجليك ... ها تخمامك .. ها باش ياتيك الله ( يضحك)
الأوسط : ديها فسوق .. راسك..( الأكبر يضحك) عجبك ؟ اضحك .. انا خايف
الأكبر : إلى بغيت تعيش فهاد الدنيا .. خاصك تلوح راسك بين امواج البحر وتعرك نفسك جهد إلى نفخت فالبحر ينشف...
الأوسط : عييت من اكلامك .. شوف الدار لا زين بقى لا حروفو .. شوف الحيوط شوف لركان ... زبالة ونعسو فيها ابحال الحلوف.. آتفو..
الأكبر : اتفو
الأصغر : اتفو
الأكبر : كل يوم كا نقول لا بد نعطيو للدار وجه اجديد...
الأصغر : وفكل يوم كا تدير ما درتيه البارح ( وهو يصعد فوق الدرج(
الأوسط : وكا تبقى الدارغارقة فالزبل ولكلام..
تخفت الإضاءة... تضيق على الأصغر .. يغني :
ما كاين ما يندار
إيلى اهل الدار كانو
مثل الدار المهجورة.
تبقى عمدان الدار واقفة
من الخارج واقفة
ومن الداخل منخورة
امتى تعانق الشمس لقمار
ويرجع بلعمان لاوطانو
وتصير الناس مبشورة..
ما كاين ما يندار...
الثاني : ما قيمة الانسان...
الأوسط : باركة ... احسن نطويو اهبالنا... نعيشو دراري كيف الدراري... الحياة ما شي حلمة بجنة أو تغراد طير .. تصور كون تسيق أمي لخبار...
الأكبر : آش كا تسنى تخبرها.
الأوسط : ما قلتش غاد نـ ...
الأكبر : ألا خبرها نيت
الأوسط : ما تعرفش تدوي بشوية.
الأكبر : تا لين ... تا لين ندويو فاكمايمنا...
الأوسط : آش باغي ؟
الأكبر : ما باغيه أنا ما يمكنش لواحد بحالك يعرفو
الأوسط : لفريخ را غير على سبة
الأكبر : زعما؟
الأصغر : بغى يقول..
الأكبر : انت غير اسكت
الأصغر : سوقكم هاذاك
الأكبر : صافي..
الأصغر : هو كون غير ...
الأكبر : واصافي...
الأصغر : كون غير صبات الشتا البارح
الأكبر : واناري صافي .. صافي آهاذ الكنس ... صافي..
الأوسط : (للأصغر) : كون تسيق امي لخبار ...
الأكبر : آش كا تسنى .. نوض .. سير .. اخبرها ... خليها تخبر ابا...خليهم يركبو اعصاتهم ويجيوا ... يوقف فوسط البيت .. يرسم فالهوا عالخوا طريقك وطريقي.. طريقك للجنة وطريقي للنار... امش... سير .. كوليرا.. ما عمرك توصل لشي قرار.. باغي وما باغي.. تكون ولا ما تكونش... وكا تظن بلي هاذا هو المكتاب اعليك ... ما كتلقى قدامك غير الحل الساهل. .. وهاكذا كتضيع ... بلا ما تعرف ... بلا ما تعرف اشكون انت ولا آش باغي ولا آش غاد تدير .... ولا .. ( يسكت فجأة ... صمت(
الأصغر : للأوسط ... إيوا دوي .. تكلم ...
الأوسط : عياني بهريد الناب ... هو غير حبة وداير من راسو قبة ... كل الدنيا ما فاهمة والو غير هو بوحدو اللي كا يعرف ....
الأكبر : يضحك ... اشحال قدك ما تستغفر آالبايت بلا اعشا ... شوف أولد باباي وماماي.. خودها مني نصيحة ديرها اعتاد وعدة... ما عمر لرض تورد بلا ما تفلح
الأصغر : آح...
الأوسط : وانت إلى بقيتي على هاذ الحال ما عمرك تفلح باش تفلح..
الأصغر : أح ...
الأكبر : انا طريقي واضحة ..
الأوسط : انت ( يضحك) هو ... ( يقهقه) انت هو انت
الأوسط و الأصغر :
كيف البارح كيف اليوم
ويوم ورا يوم
تهرم
وما تتعلم
تخرف وتبقى كيف مسمار فالحيط
كيف لقامة فالبراد
ما تبني امجاد
ماتنجب اولاد
مسجون مع الرتيلة
ويمكن غدا عاد
وغدا يلبسوه الكذابة
وتبقى انت مع غاد وحكا ودابا ...
الأوسط : ودابا ودابا ودابا
الأصغر : دابا تجي آلحبيبة .. عيتيني باكذوبك ... ( يستمر في غناء العيطة(
الأوسط : عرفت اشكون انت واشكون... أنا
الأكبر : انت ... موسد ركبة اميمتو .. تفلي ليك وتراري .. وتجيب ليك امرا قديمة ... يطيح الريال ويشتفو اعليك ... تخلف ليك دراري مهما كبرو يبقاو دراري... يعيشو فنعيم الصمت ابحالك .. اشكون يغير البيت اشكون؟
الأوسط : ما كذبوش ملي قالو اعليك باللي انت لا دين لا ملة..
الأكبر : غير كا يجيب ليك الله..
الأوسط : فرقنا اعليك ... احلم كيما تبغي والغي بما فصدرك كيف ما كان لغاك ...بعيد علي واعليه..
الأكبر : خليه اعليك فالتيقار... ( يجره إليه(
الأوسط : خليه اهنا ( يجره إليه(
يستمران للحظة في جره.... الأصغر ينتفض ويصرخ
الأصغر : خليوني فين بغيت ... كونو بجوج ما بغيتو وخليوني اعليكم انا نقطة فالوسط .. فالوسط إلى كنتو ما زال كا تلعبوا واخا ما بقى باين لي لعب معاكم.. الدار غادية وتضياق .. والوقت غادي ويضياق وطاق طاق طاق .. يصير القلب ثلث خالي .. جزيرة سيدها بوم يبكي على ما بقى من انسان .. ما طاق حيط .. ما لقى موج لبحر يغشاه .. ما لقى خيط يمسك بيه روح الحياة الهاربة ( يجلس) فالأول آجي آكريت نلعبو ... واللعب موس ودم .. قلت ما كاين باس .. ياك عاللعب نلعبو .. وبدينا .. يوم يدينا ويوم يجيب الله .. واحنا .. احنا فين احنا قبل ما نبداو وما زال احنا .. ما زال فين احنا واخا بدينا ...
الأكبر : (يصفق) .. آش بغيت تقول..
الأصغر : والو ...
الأوسط : اطلق منو ...
الأكبر : (غير آبه)... را ما يمكنش ... أنتوما أنا ... ما يجري علي يجري اعليكم.. هاذي فرصتنا اعلاش ما بغيتش تفهم ... هاذ الكرسي بغيتو اهنا ما شي لهيه حيث اهنا أحسن لي وليك ولهيه... لينا كاملين.. بغيت نكونو فالدار روح طليقة ترفرف وتدور ما شي غير ديكور... حيث احنا بشر ... هما ما قابلينش انكونو احرار ... باغين كلشي ثابث .. واحلامي ... احلامي عندهم غير اوهام ولعب ... مستحيييل ... انا وانت وانت بشر من لحم ودم ... ما يمكنش نكونو اموات تحت الردم... الزمن كيدور .. الشمس القمر ولرض كتدور
الأصغر : فدار باها كا تدور .. كا دور كا دور ... اللواه سي لواه ... اسي
الأوسط – آش دار ليك متاع الدار..
الأكبر : المسألة ما شي مسألة امتاع وفراش ... كل هذا ما عندو معنى ... الأثاث النظام ما عندو معنى إلى كنت أنا وانت بلا معنى .. ندورو في البيت بلا هدف ، بين الأثات ابحال الأثاث بحال الكرسي والفاز والسكين والدمية... تخيل معايا.. تفيق فالصباح تلقى راسك ميدة جامدة.. وانا سكين وحافي ...
الأصغر : وانا تقشيرة وصافي..
الأكبر : تصور صوت من فوقك وصوت من تحتك يجلجل ويصيح...
إضاءة فوقية عازلة لكل واحد من الثلاثة ... الأوسط والأصغر يضعان معا طاقية
الأوسط : اقعد اهنا
الأصغر : اقعد لهيه
الأوسط : ما تاكلش قبل ما تغسل يديك
الأصغر : بوس يد عمك واخا عمك كاع ما غاسل يديه..
الأوسط : ما تهزش عينيك فاللي اكبر منك
الأصغر : ما تغمزش لبنت الجيران
الأوسط : ما تخنزرش فالمقدم إلى شد الرشوة
الأصغر : ولا القاضي إلى كال الحلوة
الأوسط : ما شي سوقك إلى غرقنا فالقهوة..
الأصغر : وما ...
الأوسط : وماع...
يكرران الكلمة الأخير ويكررها معهم الأكبر.. تعود الإضاءة لما كانت عليه...
الأكبر : ما .. ما ..
الأوسط : آش باغي..؟
الأكبر : انا باغي نكون ابحال النسمة.. اغنية رقيقة .. تبسيمة وخديمة ونغيمة.. باغي نحلق ونطير... لكن .. لكبل فيدي وعلى عيني اعصابة .. هاد البيت هو كل عال[/size]مي .. وكل يوم كا يتزاد يتوسخ ويقدام .. يمتى يسمحو نجددو اركانو ... اعلاش نساو بلي كلشي كا يتغير...
الأوسط والأصغر بسخرية
الأصغر : معاه الحق...
الأوسط : والله تا امعاه الحق ...
الأصغر : كلشي كا يتغير ... حتى اللي تغير كا يتغير ...
الأوسط : معاه الحق
الأصغر : وحق الله تا امعاه الحق... شفتي اشحال م حاجة تغيرات...
وقع إقدام فوق.. صرير باب .. اغلاق... الحركة تجمد... بموازاة مع ذلك تضيق الإضاءة شيئا فشيئا.. حتى تعزل الأكبر... يدخل الأصغر دائرة الضوء حيث الأكبر الذي أخذ في الارتفاع .
الأصغر – اهدا .. اهدا...
الأكبر : الباب .. الباب
الأصغر – مالو .. الباب مسدود..
الأكبر : متاكد...
الأصغر : متأكد ...
الأكبر : سير تأكد... (الأصغر ينسحب(
تسلط إضاءة على المرآة ...وقع الأقدام لا زال يهيمن على المكان...يزداد المكان وحشة .. أعلى السلم يظهر شبح الأب.
الأب ( يؤديه الأوسط) : فين داز هاذ الزفت ثاني ... أفينك أهاد الزفت ؟ ما يفكني معاه غير نربط بوه مرة وحدة ...( ينزل) ... ما سمعتينيش أولد الكلب... (ينزل).. را والله ما نتعاتق معاك ... عا بي ولا بيك تا نشوف شكون يغلب ... آنا ولا انت ... (ينزل) .. ...بغيت تخرج لي عسري ... تدورني على اهواك ... دابا نشوفو اشكون كيحكم فهاد الدار .. انا ولا انت ... (ينزل تماما. يبحث عنه .. يلمحه خلف واحد من الكراسي .. يتجاهله..(
ياك تقادو لكتاف بعدا ؟... وجهك تخبي ورا لحية ... ؟ .. اهنا تبقى ... ما كاين من يجيب ليك اخبار ... حتى تنشف ...
ما بغيت تبان ؟ خرج من ورا ذاك الكرسي ...راني شفتك أذاك لحرامي... (يخرج شيئا فشيئا... يتقدم حاني الراس) ... ما سمعتينش .. اسكت ما تجاوب... نبغيك غدا قبل ما يهلل لهلال ... تكون واقف وعلى رجل وحدة ... تعيا ما تبربص .. تعيا ما تحل فمك ... ما تخرج لسانك .. تعيا ما تمضي فلمواس .. الباين منها والمخبي ... ما تمشي غير فين غاد نديك ...
غاد تاكل فالركنة كي الكلب ( يتجه نحو لسلم ثم يلتفت).. آش كا تبركم ...( يأخذ في الصعود) را واخا تموت .. واخا تطير ( يكون قد وصل إلى أعلى السلم) ما تصور غير الريح ... الريح ..( تتردد الجملة الأخيرة بصدى .... يختفي في الظلام .. تضيق الإضاءة حول الأكبر الذي يرتعد .. تتسع الدائرة لتشمل الأصغر)
الأصغر : فين ... مالك ... وقف أو جلس .. دوختيني... اهدا...
الأكبر : ما سمعتيش؟
الأصغر : آش سمعت؟
الأكبر : ما سمعت والو ؟
الأصغر :الله يهديك.. اهدا
الأكبر : اشحال من مرة اهديت حتى تهديت والزمان راكب احصانو وانا لعظم برد فالظل.. مسجون.. لا شمس شربت .. لا هواء غسلني .. ما يمكنش .. ما يمكنش نبقى ميت ابحال القبر..
يظهر الأوسط ...
الأوسط : اعلاش ما تهربش؟
يختفي الأصغر
الأكبر : حاولت كانت الطريق ديما اضيق من اقدامي.. ها هو اهنا.. ها هو لهيه.. وتعبت .. ورجعت .. رجعت .. ديما حاني الراس.
الأوسط : حاول مرة اخرى...
الأكبر : كا نقدرش .. واش ما كاتفهمش.. الدنيا اللي عرفت اهنا.. وخاصها تبقى اهنا.
الثالث - أحلام الرجل الصغير
الأوسط : جا وقت الفلسفة .. هاد لكلام عندو معنى واحد . ما دمت ما قدرتيش تخوي الدار الحل . الحل هو تفتلهم باش تعاود ترتب البيت كيف ما احلى ليك.
الأكبر : العالم اللي كا نعرف موجود اهنا
الأوسط : ومتأكد باللي تقدر تصمد حتى للنهاية
الأكبر : ما قداميش حل خر
الأوسط : وما خايفش من البوليس ..
الأكبر : ما عرفت
الأوسط : والحبس
الأكبر : ما عرفتش .. ما عرفتش... كا نظن باللي ما كاين فرق بين البيت .. هاد البيت والحبس
الأوسط : وكاتظن قاد عليهم وحدك ؟
الأكبر : أنا محتاجكم معايا.
الأوسط : إذن .. اسمع آمولاي ... ما تعولش علي .. أنا مستعد ندافع اعليهم باظفاري.. وحكايتك ما كا تهمنيش من لا اقريب ولا من ابعيد.. أنا موافق على كل ما يقرروه .. داو فالدنيا وجابو .. بناو البيت طوبا طوبة ... من تمارة وفقسة ... واهريد واسكات وزعيق .. وجري ... أنت ابحال المش كا تغمض عينيك إلى تقدم ليك الطعام ... ما تعولش اعلي .. إلى كانت الأمور غادية وتخياب والوقت غادي وتزير .. حيت ... الامور صارت اقوى والوقت اقصاحت..
الأكبر : مصفقا .. برافو .. برافو
الأوسط : انا عارف آش واقع وغاد يوقع ..
الأكبر : لا .. برافو .. بالصح .. برافو .. عارف ... عارف ... حتى ما ... غاد ..
الأوسط : ما كا نسمحش ليك ..
الأكبر : باش ؟
الأوسط : را يمكن ندير ما تندم اعليه. را عند ي كثير ما ندير ...
الأكبر : عندك ..( يضحك ) تقدر( يزداد ضحكه) بحال تغوت على امك إلى كشر اباك فيك بانيابو .. ولا وا مي إلى حرك اعصاتو ولا تغوت عليهم بزوج يلا بغيت تلبس حوايجك تحتانية... ( ياخد السكين)
الأوسط : ما كذبوش ... انت نبتة شيطان .. وانا غاد نفرقع هاد الرمانة
الأكبر : ما تنساش تزير راسك لا تفزك سروالك
الأوسط : تبارك الله اعلى عنيترة .. اعلامن كتكذب .. كا تذكر انهار ففيلم شتي واحد غير كا يشبه لباك ..
وقع الأقدام ...
الأكبر : ما كا ننكرش.. وعمرني ما انسا .. كانو ورايا ديما بالزعيق وبالهراوة .. وباحضي راسك وعنداك .. كانو واقفين بحال شاهد لقبر ...
الرابع – أشك في نفسي
وقع الأقدام يتضاعف ... أصوات غريبة ... همهمات ... تهاليل ... بكاء طفل صغير .. خلال ذلك تتغير الإضاءة ... يكون الأوسط قد اختفى .. الأكبر يحاول أن يختفي تحت الطاولة ثم يختار في النهاية الحلوس فوقها... عندما يظهر شبح الأب أعلى الدرج. ثم ينزل ... ( ملحوظة : يؤدي الأصغر دور الأب)
الأب : مالك جالس ... آش بيك .. آش فيديك ... موس ... آش كا دير بذاك الموس .. كا تفكر تقتل شي حد ... ( ينزل الأكبر من فوق الطاولة.. يأخذ الأب منه السكين) جاوب ما تبقاش ابحال لبهل... واش احشمت ولا ما حشمتيش ... واش عندك شي وجه ... فين خرجت يامس .. البارح ... وول البارح ... وديك السيمانة ... والعام اللي داز .. امتى تسمع لكلام وتعود للطريق ..( تظهر الأم أعلى الدرج نازلة .. تبدو حبلى تئن ( ربي .. ربي )) واش ما كا تشوفش امك ميتة فالمرض ولعيا.
الأم : ( الأوسط يؤدي دور الأم) ما عرفت كيف ولدت هاد الشيطان.
الأب : باركة ما تحرك فذاك الراس ...
الأم : حشمت بي وبهدلتيني الله ياخذ فيك الحق
الأب : مسخوط .. وانا اللي كا نضحي ديما .. ضيعت اشبابي من أجلك ومن أجل خوك ... بيكم.. ثلاثين عام قدام مكتب اللي داز يدوس واللي مد يدو نبوس .. ثلاثين عام من حنيان الظهر.. صبرت حتى تدبرت .. وما ربحت غير لفتات.. ومن قدامي يمرو ناس ويطلعو وانا فوق كرسي اللي داز يدوس واللي مد يدو نبوس.. وف الأخير هذا هو الجزا ؟ لا قراية اقريت .. لا فهدمة رسيت ما هنيت ولا تهنيتي .. تبعت ولاد لحرام بالعرام .. سكرت وكميت .. شتت لحيا ما جمعت سر اباك ولا سر امك .. فضحتينا وهريت... تكلم .. علاش ساكت ...قول فين خرجت البارح
الأكبر : م .. م.. ما ..
الأم : يا لعا الما بغيتك تغرق فيك إن شاء الله
الأكبر: خ .. خر . خرجت نشم لهوا
الأب : لهوا .. لهوا فانصاصات الليل ؟
الأكبر : كنت حاس بالضيق
الأب : سبحان الله ... هاذ الدار بطولها وبعرضها .. بدروجها .. بفوقها وتحتها .. وحاس فيها بالضيق ؟
الأم : يا ربي .. يا رحمان .. كيف جبتيه ديه نرتاح ويرتاح بوه ... اديه إلى يرقد لهاذ الجاي فالترعة .. يفسدو .. لا قراية لا صنعة .. عييت آربي ما نوريه .. وهو اللي فيه فيه عامي عينيه ما يحتارم حد ما يخلي حاجة فبلاصتها ... ديما يحلم يقلب ويشقلب ويلعب ...
الأب : اعلاه أنا غاد نسمح ليه ؟... اسمع أذاك الشيطان ... انهارتفتح شي باب ولا شق .. أو نهار نلقى بوك تلعب مع خوك أو تشوف فيه غا شوفة يكون هو انهار جهنامة .. وراك عارفني... عارف ولا ما عارفش ؟.. جاوب
الأكبر : عا..
الأب : عارف .. مزيان ...( يرمي بالسكين على الأرض ... ) اطلعي انت ... شوف انت .. ما تخويش علي الدار وتهاجر ... جاوب
الأكبر: وا...
الأب : وا وواش ؟
الأكبر : اللي بغيت آلوا...( تكون الأم قد اختفت)
الأب : ما تخرجهاش مع فمك ... ما تخرجهاش ... حيث ما عندها معنى ... أنا شاك فنفسي .... ما يمكنش تكون من صلبي ... ما يمكنش يكون دمك من دمي ... واخا كا تشبهني .. واخا عينيك من عيني ... ويديك من يد امك .. ( يصعد أعلى الدرج ) كان نشك فنفسي ... اشحال من مرة قلت الله يدير شي تاويل ويرد اعلينا دنيا كابة بالويل ... إلى بغيت تهاجر .. هاجر .. .( يختفي)
الأكبر : (باتجاه أعلى السلم ) .. نهاجر .. افتحو الباب ... ( يصرخ) افتحو لبواب تشوفو ... ما يبقى فالملقى حد ... هاجر .. (يظهر الأوسط تم بعد حين الأصغر ) هاجر ( للأوسط ) قالو هاجر
الأوسط : قالو هاجر
الأصغر : قالو هاجر
معا : يغنون :
هاجر هاجر
قالوا هاجر
وفتحو باب الريح
وكيف الخيل النافر
هاجر
قالوا هاجر
تجري وتطيح
تجري تجري وتعافر
هاجر
تبكي وتصيح
هاجر
هاجر.
حيدر الرحال-
عدد المساهمات : 28
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 31/12/2009
العمر : 40
الموقع : عطر الرافدين
مواضيع مماثلة
» سوق الشيوخ : حضور واسع في مسرحية ‘‘ الياكله العنز ‘‘ على خشبة المركز الثقافي
» تحميل و مشاهدة مسرحية ريا وسكينة
» تحميل و مشاهدة مسرحية مدرسة المشاغبين
» مسرحية (صرخات من غزة) تأليف/ محمد صخي العتابي
» (أحزان في الغابـــة مسرحية للأطفال) تأليف محمد صخي العتابي
» تحميل و مشاهدة مسرحية ريا وسكينة
» تحميل و مشاهدة مسرحية مدرسة المشاغبين
» مسرحية (صرخات من غزة) تأليف/ محمد صخي العتابي
» (أحزان في الغابـــة مسرحية للأطفال) تأليف محمد صخي العتابي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى