أحبكم
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أحبكم
عندما يكثر انشغال الإنسان بالحلم يصعب عليه أن يرضى بعد ذلك بما كان يفكر فيه قبل انقشاع الرؤية. ما ذنب العين إن كانت بصيرة؟ هل يخطئ القلب عندما يكرس الجسد أداة للوجدان؟ هل يمسح الدمع من العيون الصادقة؟
لماذا لم تعد الدموع تغري العاشقين بالهيام؟ لماذا لا تكون اللحظة العشقية مصدر إلهام؟ "الحب قبل كل شيء"، سمعت هذه العبارة الرسولية وآمنت بنبيِّها، وقلت لكل شيء الحب قبلك. أوَّاه يا حبُّ، غمرتني في بداية الطريق، فكنت في طليعة الثائرين في سبيل قُبلة. قُبلةٌ تغنيها الشفاه الظمآنة في رملٍ لا يرحم. كنت أهتف في سبيل عرسٍ وعدتنا به السماء. وحفلٍ يحبه الرفاق، لكن صوتي ضاع في برزخٍ، فما عاد يعرف الأرض ولا هو في السماء.
جميلة تلك الجلسات التي كنت أرى فيها عيون الحاضرين تشيم غمام الحرية، يا الله ما أروع الآفاق التي وجدتها خلف تلك العيون. لا شيء يعرف الخوف أو التخاذل، كل الحركة كانت نحو الأمام. كانت الضحكة تعلو معلنةً انطلاقة القافلة، كان للصوت معنى كيفما تبدلت الأرجاء. تحلو البراء عندئذٍ، تحلو كل النغمات الصافية كوجه طفلٍ يغادر في وجه أمِّه. كل الكلام يعبق في القلب كما الياسمين في الصباح.
يا الله، من لا يحب الياسمين بيننا؟ لماذا انطفأت نار العشق المتوهج في الصدور؟ لماذا سافرت الضحكة من غير رجعة؟
ألا يليق الفرح بصدورنا؟ ألا تحملنا الحياة؟ ما بال الأصدقاء كلما رأوا للشمس صبحاً مجدوا الليل وحمدوا السواد؟ ماذا فعلنا كي نصير الغرباء؟ هل كان العيد يريد أن يأتي من غير أن نكون نكن من يرى الحياة تزهو في عيون حبيباتنا؟ هل يرضى أبطال الحب أن نفارق أحباءنا؟ هل تركنا الأحبَّة لأن غيرنا أجدر بالحب؟ هل يكتب غيرنا شعراً أرقى من شعرنا في حضرة الربيع؟
أقسم بكل الماضي والحاضر من عمري، وأقسم بمن له أمري، وأقسم بالعنب والخمر أني لو واجهني أحبتي بشعرهم الجديد وحبهم الآخر لكنت رضيت بأن تخذلني الكلمات، لكن الناظر في عيني يعرف أن الحب لا يولد إلا بحروفنا البريئة، ويدرك أن النبع لا يوجد في أمكنة بعيدة، فالماء لا يعرف ذاته، ولا يبقى ماءً إن لم تشربه النفوس الظامئة، والماء لا يشفي إلا من يقدس الحياة، وليس كل الماء موجود في الأنهار الجارية عبثاً، فبعض الماء لا يغادر القلوب، وماء القلب أصفى من أي ماء، فلا تبخسوا الروح ماءَها، ولا تلعنوا من تلهفت شفاهه ليشرب من مائكم، لن تحبكم أعين الغرباء، عدوا إلى من يقدس ماءكم، تعالوا لنصلي ركعتين للبعث الجديد، فنولد في رحم الكون مجدداً، ونملأ الدنيا نشيداً. غداً يا رفاقي إذا ما كان للزهر ربيعٌ آخر، ستحزن الفراشات إن لم تجد أزهارنا، وربما تموت، وربما لو كان للطير أن يغرِّد في غير فضائنا أن يسكت ذاك الطير، وتموت الطيور.
ليس كل عاشقٍ يغار، وليس كل من نظر إلى فتاة وتبسم ينال وسام الحب الخالص، الحب ليس هواية أو صدفة، الحب قدرة تصنع قدراً، وقدرنا أن نكون لعيونكم ناظرين، نحبكم لأننا مذ كان لآدم أن يعقل الحياة ونحن نراها لا تكون إلا معكم.
وكلنا في سبيل الحب، كي نكون قبل كل شيء.
24/10/2009
لماذا لم تعد الدموع تغري العاشقين بالهيام؟ لماذا لا تكون اللحظة العشقية مصدر إلهام؟ "الحب قبل كل شيء"، سمعت هذه العبارة الرسولية وآمنت بنبيِّها، وقلت لكل شيء الحب قبلك. أوَّاه يا حبُّ، غمرتني في بداية الطريق، فكنت في طليعة الثائرين في سبيل قُبلة. قُبلةٌ تغنيها الشفاه الظمآنة في رملٍ لا يرحم. كنت أهتف في سبيل عرسٍ وعدتنا به السماء. وحفلٍ يحبه الرفاق، لكن صوتي ضاع في برزخٍ، فما عاد يعرف الأرض ولا هو في السماء.
جميلة تلك الجلسات التي كنت أرى فيها عيون الحاضرين تشيم غمام الحرية، يا الله ما أروع الآفاق التي وجدتها خلف تلك العيون. لا شيء يعرف الخوف أو التخاذل، كل الحركة كانت نحو الأمام. كانت الضحكة تعلو معلنةً انطلاقة القافلة، كان للصوت معنى كيفما تبدلت الأرجاء. تحلو البراء عندئذٍ، تحلو كل النغمات الصافية كوجه طفلٍ يغادر في وجه أمِّه. كل الكلام يعبق في القلب كما الياسمين في الصباح.
يا الله، من لا يحب الياسمين بيننا؟ لماذا انطفأت نار العشق المتوهج في الصدور؟ لماذا سافرت الضحكة من غير رجعة؟
ألا يليق الفرح بصدورنا؟ ألا تحملنا الحياة؟ ما بال الأصدقاء كلما رأوا للشمس صبحاً مجدوا الليل وحمدوا السواد؟ ماذا فعلنا كي نصير الغرباء؟ هل كان العيد يريد أن يأتي من غير أن نكون نكن من يرى الحياة تزهو في عيون حبيباتنا؟ هل يرضى أبطال الحب أن نفارق أحباءنا؟ هل تركنا الأحبَّة لأن غيرنا أجدر بالحب؟ هل يكتب غيرنا شعراً أرقى من شعرنا في حضرة الربيع؟
أقسم بكل الماضي والحاضر من عمري، وأقسم بمن له أمري، وأقسم بالعنب والخمر أني لو واجهني أحبتي بشعرهم الجديد وحبهم الآخر لكنت رضيت بأن تخذلني الكلمات، لكن الناظر في عيني يعرف أن الحب لا يولد إلا بحروفنا البريئة، ويدرك أن النبع لا يوجد في أمكنة بعيدة، فالماء لا يعرف ذاته، ولا يبقى ماءً إن لم تشربه النفوس الظامئة، والماء لا يشفي إلا من يقدس الحياة، وليس كل الماء موجود في الأنهار الجارية عبثاً، فبعض الماء لا يغادر القلوب، وماء القلب أصفى من أي ماء، فلا تبخسوا الروح ماءَها، ولا تلعنوا من تلهفت شفاهه ليشرب من مائكم، لن تحبكم أعين الغرباء، عدوا إلى من يقدس ماءكم، تعالوا لنصلي ركعتين للبعث الجديد، فنولد في رحم الكون مجدداً، ونملأ الدنيا نشيداً. غداً يا رفاقي إذا ما كان للزهر ربيعٌ آخر، ستحزن الفراشات إن لم تجد أزهارنا، وربما تموت، وربما لو كان للطير أن يغرِّد في غير فضائنا أن يسكت ذاك الطير، وتموت الطيور.
ليس كل عاشقٍ يغار، وليس كل من نظر إلى فتاة وتبسم ينال وسام الحب الخالص، الحب ليس هواية أو صدفة، الحب قدرة تصنع قدراً، وقدرنا أن نكون لعيونكم ناظرين، نحبكم لأننا مذ كان لآدم أن يعقل الحياة ونحن نراها لا تكون إلا معكم.
وكلنا في سبيل الحب، كي نكون قبل كل شيء.
24/10/2009
محمد العتابي- عدد المساهمات : 5
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 26/11/2009
العراقيه- مشرفة منتدى الخواطر
-
عدد المساهمات : 161
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 18/01/2010
العمر : 39
الموقع : عطـــــــــــر الرافدين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى