السينما والقيم الاخلاقيه
صفحة 1 من اصل 1
السينما والقيم الاخلاقيه
--------------------------------------------------------------------------------
السينما والقيم
بات معروفا بان أفلام المهرجانات هي الأفلام التي تتحدث عن القيم والمثل الاجتماعية بشمولية وموضوعية في استخدام الأدوات السينمائية حيث لا يقف البناء الموضوعي في إخراج الفيلم العربي عند أسماء معينة فقد تمكن عاطف سالم من أدواته الفنية فقدم أفضل أفلامه " النمر الأسود " بطولة احمد زكي ووفاء سالم النجمة السينمائية الجديدة , التي استطاع " عاطف سالم " أن يحرك فيها المضمون بنفس القدر الذي امتلكت فيه ناصية الشكل بما يتناسب مع مضمون القصة عن كفاح عامل عربي مصري في ألمانيا تدرج في حياته العملية حتى غدا مخترعا وثريا في رحلة كفاح إنسانية لم ينسى خلالها وطنه الأم أيام النكسة ..!
وهو نفس ما فعله علي عبد الخالق , مخرج فيلم " أغنية على الممر " حين صنع بموضوعيته فيلم " بنات إبليس " إطارا جمع فيه حسناوات الشاشة حول قضية مثيرة وفلسفية هي قضية " الشرف " والمجتمع الذي لا يرحم أبدا – واستطاع بذكاء شديد أن يضعنا أمام سؤال خطير : الشرف والعرض أم المال ..؟ وأيهما أهم ؟ .. الحقيقة التي تهدم أم الفضيلة التي تبني ..؟ وبذكاء شديد قال لنا إن مشكلتنا العربية الحضارية هي في عدم وجود الربان الحكيم القادر على توجيه الدفة إلى بر الأمان ..!
تلك هي الموضوعية – التي تضع المشاهد أمام سؤال يفجر قضية بحجم المجتمع وبحجم الوطن , وبحجم الحياة كلها – ونفس الأسئلة التي طرحها علي عبد الخالق في فيلم " بنات إبليس " حول نماذج معينة من النساء , طرحها أيضا في فيلم " العار " حول نماذج متعددة من الرجال , ومعها سؤال كبير :
هل يغفر المجتمع لرجل مستقيم ومتدين , أن يتاجر في الممنوعات من اجل الثروة .. ؟!
وهل يتحول المال إلي سلاح يقتل الأخ من اجله أخاه - ..؟! وهل نهاية العالم أن تتقاسم المتع الدنيوية , أم تواجهها بإرادة صلبة وقوية ..؟ ولماذا ينتقل العار وراثة من الآباء إلي الأبناء ..؟
هذا بالضبط ما تعنيه السينما الموضوعية , أن تطرح القضية الاجتماعية بشمولية فنية تملك أدوات الإبداع – وهي نفس الموضوعية التاريخية التي جعلت من مخرج الفيلم الواحد " شادي عبد السلام " مخرجا لا ينسي وهو يبحث الأصل التاريخي للتفكير المجتمعي لدي شعب بأكمله في فيلم " المومياء " .. ولا تستطيع أن تقول الرمزية , هي الموضوعية التي تقصدها , إن ما تقصدها هي الشمولية نفسها التي عشناها في فيلم الجوائز المتعددة " سوق الأوتوبيس " للمخرج عاطف الطيب .
فالقصة واقعية , والنماذج البشرية واقعية , والمخرج هو الأستاذ الذي جمع القصة بنماذجها البشرية في إطار شمولي , جمع فيه قضية المناطق الحرة التجارية , ورب الأسرة الذي يملك المال والبنين , ويزاحم في ميراث صغير , لسائق الأوتوبيس – وهي نفس الموضوعية التي نلمسها عند " عاطف الطيب " في فيلم " التخشيبة " الذي وضعنا أمام الإجراءات الحكومية والروتينية , وانتقدها بعنف وقدم لنا نموذجا عن حياة الموظفين في سن التقاعد وعن الزوج الذي يعاني بين الثقة والشك في زوجته .. ونموذج الشاب الذي يمثل الجيل الضائع – كل هذه الأفكار في فيلم واحد – تبحث في عدة قيم اجتماعية مهمة وخطيرة – تجعل من عاطف الطيب الباحث عن القيم في السينما العربية ونفس هذا الإطار الموضوعي , هو الذي قفز بالفيلم السوري " أحلام مدينة " وقبلة الفيلم السوري " حادثة النصف متر " وهو مأخوذ عن نفس قصة الفيلم المصري " حادثة النصف متر " بطولة نيلي ومحمود ياسين , إلا أن المعالجة السورية شملت جوانب اجتماعية أكثر شمولية من الجانب العاطفي , ولذا وجدنا الفيلم بنسخته السورية يفوز بأكثر من جائزة وغني عن القول بان الأفلام التي تحدثت عن الواقع الاجتماعي بشكل ساخر في مقارنتها بين القرية والمدينة لم تضمن لنفسها أي نجاح يذكر , كما حدث مع فيلم " خرج ولم يعد " في مهرجان قرطاج العام الماضي الفائز بالجائزة الثانية لموضوعيته , حيث تفوق المخرج " محمد خان "وهو يضع المشاهد أمام مقارنة واقعية عن نموذج الحياة في القرية , ونموذج الحياة في المدينة , من خلال موظف حكومي بدرجة رئيس قسم , لا يأكل إلا الفتات , ولا يقدر علي الزواج , ويعيش في بناية آيلة للسقوط في المدينة , بينما يصاب بالتخمة , ويعيش وسط الخضرة والمنازل الفسيحة والوجوه المليحة في القرية ..
وكان الفرنسيون هم الأسبق إلي إنتاج وإخراج الأفلام التي تبحث موضوع القيم والمثل في المجتمع والتي أطلق عليها اسم " الموجة الجديدة في السينما " .
السينما والقيم
بات معروفا بان أفلام المهرجانات هي الأفلام التي تتحدث عن القيم والمثل الاجتماعية بشمولية وموضوعية في استخدام الأدوات السينمائية حيث لا يقف البناء الموضوعي في إخراج الفيلم العربي عند أسماء معينة فقد تمكن عاطف سالم من أدواته الفنية فقدم أفضل أفلامه " النمر الأسود " بطولة احمد زكي ووفاء سالم النجمة السينمائية الجديدة , التي استطاع " عاطف سالم " أن يحرك فيها المضمون بنفس القدر الذي امتلكت فيه ناصية الشكل بما يتناسب مع مضمون القصة عن كفاح عامل عربي مصري في ألمانيا تدرج في حياته العملية حتى غدا مخترعا وثريا في رحلة كفاح إنسانية لم ينسى خلالها وطنه الأم أيام النكسة ..!
وهو نفس ما فعله علي عبد الخالق , مخرج فيلم " أغنية على الممر " حين صنع بموضوعيته فيلم " بنات إبليس " إطارا جمع فيه حسناوات الشاشة حول قضية مثيرة وفلسفية هي قضية " الشرف " والمجتمع الذي لا يرحم أبدا – واستطاع بذكاء شديد أن يضعنا أمام سؤال خطير : الشرف والعرض أم المال ..؟ وأيهما أهم ؟ .. الحقيقة التي تهدم أم الفضيلة التي تبني ..؟ وبذكاء شديد قال لنا إن مشكلتنا العربية الحضارية هي في عدم وجود الربان الحكيم القادر على توجيه الدفة إلى بر الأمان ..!
تلك هي الموضوعية – التي تضع المشاهد أمام سؤال يفجر قضية بحجم المجتمع وبحجم الوطن , وبحجم الحياة كلها – ونفس الأسئلة التي طرحها علي عبد الخالق في فيلم " بنات إبليس " حول نماذج معينة من النساء , طرحها أيضا في فيلم " العار " حول نماذج متعددة من الرجال , ومعها سؤال كبير :
هل يغفر المجتمع لرجل مستقيم ومتدين , أن يتاجر في الممنوعات من اجل الثروة .. ؟!
وهل يتحول المال إلي سلاح يقتل الأخ من اجله أخاه - ..؟! وهل نهاية العالم أن تتقاسم المتع الدنيوية , أم تواجهها بإرادة صلبة وقوية ..؟ ولماذا ينتقل العار وراثة من الآباء إلي الأبناء ..؟
هذا بالضبط ما تعنيه السينما الموضوعية , أن تطرح القضية الاجتماعية بشمولية فنية تملك أدوات الإبداع – وهي نفس الموضوعية التاريخية التي جعلت من مخرج الفيلم الواحد " شادي عبد السلام " مخرجا لا ينسي وهو يبحث الأصل التاريخي للتفكير المجتمعي لدي شعب بأكمله في فيلم " المومياء " .. ولا تستطيع أن تقول الرمزية , هي الموضوعية التي تقصدها , إن ما تقصدها هي الشمولية نفسها التي عشناها في فيلم الجوائز المتعددة " سوق الأوتوبيس " للمخرج عاطف الطيب .
فالقصة واقعية , والنماذج البشرية واقعية , والمخرج هو الأستاذ الذي جمع القصة بنماذجها البشرية في إطار شمولي , جمع فيه قضية المناطق الحرة التجارية , ورب الأسرة الذي يملك المال والبنين , ويزاحم في ميراث صغير , لسائق الأوتوبيس – وهي نفس الموضوعية التي نلمسها عند " عاطف الطيب " في فيلم " التخشيبة " الذي وضعنا أمام الإجراءات الحكومية والروتينية , وانتقدها بعنف وقدم لنا نموذجا عن حياة الموظفين في سن التقاعد وعن الزوج الذي يعاني بين الثقة والشك في زوجته .. ونموذج الشاب الذي يمثل الجيل الضائع – كل هذه الأفكار في فيلم واحد – تبحث في عدة قيم اجتماعية مهمة وخطيرة – تجعل من عاطف الطيب الباحث عن القيم في السينما العربية ونفس هذا الإطار الموضوعي , هو الذي قفز بالفيلم السوري " أحلام مدينة " وقبلة الفيلم السوري " حادثة النصف متر " وهو مأخوذ عن نفس قصة الفيلم المصري " حادثة النصف متر " بطولة نيلي ومحمود ياسين , إلا أن المعالجة السورية شملت جوانب اجتماعية أكثر شمولية من الجانب العاطفي , ولذا وجدنا الفيلم بنسخته السورية يفوز بأكثر من جائزة وغني عن القول بان الأفلام التي تحدثت عن الواقع الاجتماعي بشكل ساخر في مقارنتها بين القرية والمدينة لم تضمن لنفسها أي نجاح يذكر , كما حدث مع فيلم " خرج ولم يعد " في مهرجان قرطاج العام الماضي الفائز بالجائزة الثانية لموضوعيته , حيث تفوق المخرج " محمد خان "وهو يضع المشاهد أمام مقارنة واقعية عن نموذج الحياة في القرية , ونموذج الحياة في المدينة , من خلال موظف حكومي بدرجة رئيس قسم , لا يأكل إلا الفتات , ولا يقدر علي الزواج , ويعيش في بناية آيلة للسقوط في المدينة , بينما يصاب بالتخمة , ويعيش وسط الخضرة والمنازل الفسيحة والوجوه المليحة في القرية ..
وكان الفرنسيون هم الأسبق إلي إنتاج وإخراج الأفلام التي تبحث موضوع القيم والمثل في المجتمع والتي أطلق عليها اسم " الموجة الجديدة في السينما " .
خالد الطيب- مشرف المنتديات الدينية
-
عدد المساهمات : 51
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 26/11/2009
العمر : 41
الموقع : عطر الرافديــــــــــن
مواضيع مماثلة
» السينما والتاريخ
» السينما والواقعيه الاجتماعيه
» احلى بنوتة فى السينما مي عز الدين
» السينما العربيه / المصريه في القرن العشرين
» السينما والواقعيه الاجتماعيه
» احلى بنوتة فى السينما مي عز الدين
» السينما العربيه / المصريه في القرن العشرين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى